• حليم أبو رحمه ، أوَّلُ وزيرٍ مسيحي عربي في الحكومات الأُردنية ، وأوَّلُ وزيرٍ للصحَّـة . • آل أبو رحمه من عائلات شفا عمرو المسيحية . الدكتور حليم أبو رحمة في أول سبع حكومات أردنية بعد تأسيس الإمارة الأردنية لم يشغل المنصب الوزاري أية شخصية مسيحية ، وبدأت المشاركة المسيحية في ثامن حكومة أردنية في عهد الإمارة بإشغال الضابط الإنجليزي المسيحي ( إلن كيركبرايد ) منصب مستشار المالية وهو شقيق الضابط (أليك كيركبرايد ) الضابط البريطاني الذي جاء للأردن مع أخيه ( إلن ) عام 1920م . وكان مقر ( أليك ) في الكرك ومقر ( إلن ) في عمان وكان يُعرف بإسم ( ألن ) العنيد ، وقد أصبح أليك سفيرا لبريطانيا في الأردن بعد عام 1946م ، وفي نفس الحكومة الثامنة برئاسة حسن خالد أبو الهدى الصيَّـادي وفي تعديل جرى عليها في 1 / 2 / 1929 م بدأت أول مشاركة لمسيحي عربي بإشغال الدكتور حليم أبو رحمه منصب مدير الصحة وهو منصب يوازي منصب وزير الصحة وبذلك يكون الدكتور حليم أبو رحمة ثاني مسيحي وأول مسيحي عربي يشغل منصب الوزارة ، وكان أبو رحمة قبل ضمِّه للحكومة التي كان يُطلقُ عليها اسم المجلس التنفيذي بعد أن كان إسمها مجلس النظار يشغلُ منصبَ مدير الصحة في الامارة منذ عام 1925م ، منتدباً من حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين ، فكان أوَّل من يشغل هذا المنصب في تاريخ إمارة شرقي الاردن ، ويُعتبر المؤسِّس الأوَّل للبنية الاساسية للخدمات الصحية في الاردن ، من خلال تأسيسه لأول دائرة للصحة في الامارة، وبعد خروج الدكتور حليم أبو رحمه من الحكومة استمرَّ في إشغال منصب مدير الصحة العامة في الإمارة إلى عام 1939م ، ويرجعُ إليه الفضل في استصدار العديد من القوانين الصحية أثناء فترة رئسته لدائرة الصحة العامة . وينتمي الدكتور حليم أبو رحمه إلى عائلة مسيحية من بلدة شفا عمرو الفلسطينية ، وولدَ الدكتور حليم أبو رحمه في بلدة شفا عمرو بفلسطين عام 1988م ، وتلقى دراسته الإبتدائية فيها ثمَّ انتقل إلى القدس ليكمل دراسته الثانوية في مدرسة صهيون وألتحق بعدها بالجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج فيها طبيباً عام 1913م ، وبدأ حياته العملية طبيباً في المستشفى الإنجليزي في السلط وأمضى فيه عاماً وأفتتح بعد تركه للمستشفى الإنجليزيي في السلط عيادة خاصة في مسقط رأسه شفا عمرو ، ثم عُـيِّـنَ من قبل سلطات الإنتداب البريطاني في فلسطين طبيباً لمدينة صفد في عام 1918م ، وفي عام 1922م نـُـقل طبيباً لمدينة طبريا ، وفي أواخر عام 1924م أرسلته حكومة فلسطين التي كانت تحت إشراف المندوب السامي البريطاني في بعثةٍ إلى لندن ليتخصَّص في أمراض المناطق الحارة والطب الوقائي في جامعة لندن ، وبعد عودته انتدبته حكومة فلسطين للعمل في إمارة شرقي الأردن حيث وضعَ أوَّلَ لبنةٍ في الخدمات الصحية في الإمارة من خلال تأسيسه لأول دائرة للصحة العامة في الإمارة ، وتمكن رغم ضآلة المخصَّصات المالية للدائرة من تعيين عدة أطباء توزعوا على مناطق الإمارة وهم : الدكتور طنـُّـوس قعوار (الكرك) ، الدكتور أحمد الأفغاني (عمان) ، الدكتور جميل حاطوم (مادبا) ، الدكتور حنا القسوس الذي أصبح فيما بعد وزيراً للتجارة ووزيراً للزراعة في حكومة توفيق أبو الهدى المشكـَّـلة في 19/5/1943م (عمان) ، والدكتور سمعان الخوري (اربد) ، الدكتور محمد الوظائفي (الكرك) ، الدكتور محمد فريد المفتي (الطفيلة) ، الدكتور سامي بشارة (السلط) ، الدكتور طاهر الطنطاوي (عمان) ، الدكتور أحمد المحايري( إربد) ، الدكتور جميل التوتنجي الذي شغل المنصب الوزاري عدة مرات (عمان) الدكتور عمر الأسطواني (معان) ، الدكتور ابراهيم الحلمي الناعمة (العقبة ) ، الدكتور سعد نصر الله جرش ، الدكتور مختار المفتي ( الكرك) ، الدكتور ابراهيم علي علم الدين ( عمان) ، الدكتور نقولا بولس ( السلط) ، الدكتور أحمد حمدي الشيخ موسى ( عمان) ، الدكتور أرمناك خاشا دوريان ( الكرك) ، الدكتور مصطفى فخري (عمان) ، الدكتور محمد سليم عيد ( إربد) ، الدكتور إبراهيم صليبي ( السلط ) ، الدكتور عزت أحمد شموط ( السلط) ، الدكتور جودت عبد العزيز الساطي ( جرش) ، الدكتور شوكت عبد العزيز الساطي ( السلط). وفي بحثٍ عن بدايات الحركة الصحية في الأردن أعدَّه الأستاذ حليم فؤاد حليم أبو رحمه يبرز دور الدكتور حليم أبو رحمه في مأسسة الخدمات الصحية وتقنينها في الأردن ، فقد وُضعت معظمُ القوانين التي تـُـنظــِّـم شؤون العمل الطبي والصحي العامة في الأردن في أثناء تولي الدكتور أبو رحمه رئاسة دائرة الصحة العامة في الإمارةِ كقانون الصحة الذي نـُـشر في الجريدة الرسمية للإمارة "الشرق العربي" في 1/4/1926م ، وقانون مقاومة الملاريا الذي نـُـشر في الجريدة الرسمية في 11/6/1926م ، وقانون الحجر الصحي الذي نـُـشر في الجريدة الرسمية في 11/6/1926م ، وبالإضافة لهذه القوانين التي شكـَّـلت الأرضيةَ السليمةَ للعمل الطبي في الأردن أصدر الدكتور حليم أبو رحمه أثناء إدارته لدائرة الصحة العامة التعليمات الخاصة بتطعيم الراغبين بالحج من مواطني الإمارة وخاصة ضد الأمراض التي كانت ساريةً في حينه مثل مرض أو وباء الكوليرا ومرض الجدري ، كما أصدر تعليمات مشدَّدة للوقاية من وباء الكوليرا وخاصةً بعد انتشار الوباء في مدينة البصرة في العراق في أواخر شهر تموز من عام 1927م وامتداده بسرعة في أرجاء العراق موقعاً 963 حالة وفاة مما عرَّضَ الإمارة لخطر انتقال الوباء إلى مواطنيها ، وكانت دائرة الصحة العامة في الإمارة أثناء رئاسة الدكتور أبو رحمه لها من أسبق مثيلاتها في إعداد تقارير منتظمة عن الأمراض الوبائية والأمراض السارية التي تظهر في الإمارة ، وبعد انتهاء انتداب الدكتور حليم أبو رحمه للعمل في الإمارة مديراً للصحة ووزيراً لها عاد إلى فلسطين في عام 1939م ليشغلَ فور عودته منصبَ رئيس أطبَّاء لواء نابلس في حكومة فلسطين وكان أول طببيب عربي يُـشغل هذا المنصب الذي كان يشغله في السابق أطباءُ إنجليز، واستمرَّ الدكتور أبو رحمه في منصبه رئيساً لأطباء لواء نابلس إلى يوم وفاته في أوائل عام 1945م . نسبُ آل أبو رحمه تقع شفا عمرو التي ينتمي الدكتور حليم أبو رحمه لإحدى عائلاتها المسيحية على بعد 21 كليو متراً عن مدينة عكا وعلى بعد 20 كليوا متراً عن مدينة حيفا ، وكانت شفا عمرو في زمن الإنتداب البريطاني تابعةً لقضاء رام الله ، وكان بطل حطين صلاح الدين الأيوبي قد اتخذ شفا عمرو موقعاً لجيوشه لتعسكر فيها في أثناء محاولته فكَّ حصارالفرنجة لمدينة عكا بقيادة الملك ركاردوس ما بين عامي 1189 إلى 1191م حيث فشلت كل جهود صلاح الدين رضي الله عنه في انقاذ عكا فسقطت في أيدي الفرنجة بعد أن اضُطرت حاميتها إلى الإستسلام . ويوردُ كتابُ ( قاموس العشائر في الأُردن وفلسطين ) لمؤلِّفهِ الباحث حنا عمَّاري إسمَ عشيرةٍ مسيحيةٍ فلسطينية تحمل اسمَ ابو رحمه دون أن يُعطي تفاصيل عن جذورها ، ويوردُ اسمَ عشيرةٍ مسلمةٍ تحمل نفس الإسم تعود إلى جَدِّها عثمان بن محمد بن معبد من سلالة الشيخ علي في بلدة الدوايمه ، وكان عثمان يُلقــَّـبُ أبو رحمه ، وارتحل في القرن التاسع عشر الميلادي أحدُ أبنائه إلى القدس واستقرَّ في بلدة الطور . وأوردَ كتابُ ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلِّفهِ محمد محمد حسن شرَّاب أسماء سبعِ عشائر وعائلات تحمل إسمَ أبورحمه يتوزَّعُون على عسكر ودورا وعاقر وبير السبع والدوايمه ويافا وغزَّة ، ولم يذكر بلدة شفا عمرو التي تقطنها عائلة أبو رحمه ألتي ينتمي إليها الوزير الدكتور حليم أبورحمه ، ويشيرُ كتابُ ( موسوعة قبائل العرب ) لمؤلفه عبد الحكيم الوائلي إلى عشيرةٍ تحمل إسم أبو رحمة وهي بطن من قبيلة النعام من بني أسد من العرب القحطانية بالديار المصرية .