قلعة معــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان الحيــــــــــاة في ظلال النخيــــــــــــــــــــــــــــــل بقلم محمد مفلح قطيشات في هذا المكان نشأة نواة تلك المدينة التي احتلت الصدارة في تاريخ الوطن القديم والحديث مدينة انفردت بمزايا قلما تأتت لغيرها فكان لزاما لاسفار التاريخ ان تفرد لها صفحات عراض ترصد فيها تارخا مفعما بالمفاخر .... اتفقت المصادر التاريخية على ان معان كانت احدى اهم المحطات التجارية للعرب المعيينين الذين اسسوا الدولة المعينية في جنوب الجزيرة في بلاد اليمن ومن بعد كان للانباط اهتمام كبير بالمنطقة لانها ضمن مملكتهم ولم تكن اطلال مدينة معان القديمة ( الحمام ) وبركتها الشهيرة الا شاهدا على حضارة العرب الغساسنة الذين خضعت المنطقة لنفوذهم غير ان هناك ما يشير الى ان المنطقة اقدم من ذلك بكثير حيث ورد نص تاريخي عن ان الملك جوديا السامري قد غزا مغان ( معان ) لاستجلاب الخشب لبناء هيكله كما ان وجود بقايا سور في منطقة دبة الكرم بمسافة اربعة كيلو مترات الى الشمال الغربي من المدينة يعود الى عهد الملك شبيب التبعي هو شاهد آخر على ان المنطقة كانت نقطة استقطاب وجذب ومثار اهتمام في العالم القديم واما في العصر الحديث فلم تكن معان سوى منطقة صراع على النفوذ اذ كان سقوطها بيد الثوار العرب بداية انحصار للدولة العثمانية في شرقي الاردن وجزيرة العرب ..... هذه معان مدينة لم تغادر صفحات التاريخ الا منتصرة ومفعمة بالمفاخر لتكون بابنائها العرب الجذاميون مصدر فخر للأمة العربية بدءأ من بطولات اميرها فروة الجذامي وحتى اليوم وهي تخوض صراع الوجود والتطور والتقدم بهمة ابنائها ...... نعم هنا في هذا المكان ارصد ملامح لطفولة مبكرة عشتها حيث شارع القناطر العريق يلوح لي على شاشة مخيلتي ونخيل الجراجرة ينوء بحمله من البلح الاحمر القاني متطاولا بكل كبرياء وانفة وشموخا وخرير عين ماء الاجاصة وعين ماء سويلم كما لو كان عزفا بلا انقطاع يضاهي مقطوعات موزرت وبتهوفن غير ان للآذان من مئذنة مسجد الهاشمي ( السلطان سابقا ) ما ينساب بين الحنايا ويخشع له القلب وترق له العين وكيف لا ونحن اهل جوار حرم الله وبيته المبارك .... لا زالت شاشة مخيلتي تحتفظ بصور جميلة ورائعة لتلك البساتين الكثيفة الى الشرق والجنوب الشرقي من القلعة انها سلة الخضار والفاكهة للمدينة ولضيوف الرحمن كانت وهم في طريقهم الى الحج فمعان المكان الذي فيه يريحون حيث يستعذبون ماء عين الاجاصة وعين سويلم نعم انها ايام خالدة في الذاكرة برغم هجوم المدنية الشرس على ذلك التراث العظيم واستئصاله.

Source - المصدر : معان جذور تنبض
Pinterest Twitter Google

>