السيده مريم اللوزي زمان كنا نسمع باسمها، ونخاف الاقتراب من مدرسة البنات، كانت مديرة صارمة وجادة وتربوية من طراز رفيع...الذي لفت انتباهي في واقعة (الكلشن) والتي حدثت في مجلس النواب، هو أن جمعا من النواب تناثروا حال رؤية السلاح، إلا مريم اللوزي التي وقفت بوجه نائب غاضب ورفعت السلاح في لحظة التسديد، ولو لم تفعل ذلك لحدث أمر لن تسلم البلد من عواقبه وتبعاته..كثيرون انفرطوا كالعقد، وهذا حقهم فالإنسان في لحظات الغضب،يفعل اي شيء ومن حق السادة النواب أن يكونوا حذرين في تلك المسألة، ولو ذكرت لكم تفاصيل القصة ستقفون إجلالا للوزي..التي ما جفلت ولا خافت وأمنت – بعد الله- إنسانا على حياته.مريم اللوزي نشأت في مجتمع عشائري، ولم تحضر دورات في تمكين المرأة، هي أيضا لم تحضر ورشات عمل حول (سيداو)، هي أيضا لا تتعامل مع جمعيات ممولة من (اليو أس ايد)...وهي لا ترتدي ألماس أو حرير، هي لا تعرف سويسرا كثيرا، ولا تعرف كيف تحضر تمويلا من سفارة أوروبية لإنشاء مؤسسة للدراسات.مريم اللوزي كانت تجيد تربية البنات وتعليمهن، وتجيد (مرس اللبن)،ونعرفها في الجبيهة..فقد أمضت العمر كله موظفة في وزارة التربية، وعانت من التهميش عانت من ظلم البيروقراط، ولكنها ظلت مغروسة في الجبيهة، مغروسة في أرض الأهل..والتي كانت أغلى وأعز الأماكن على قلب وصفي التل.مجلس النواب الأردني الحالي ليس كل الصور التي فيه مؤلمة على العكس، فقد أعاد لنا الصورة الحقيقية للمرأة الأردنية، أعاد لنا مقولة كنا نسيناها وهي (أخت الرجال)...وقد قدم للأردنيين أيضا درسا في الرجولة، قامت إمرأة بتعليمه لنا جميعا وهو درس خاف منه الرجال لكن مريم لم تخف منه، لقد وقفت في وجه رصاصة غاضبة ورفعت سبطانة السلاح..وأنقذتنا من قصة كان الدم سيكتبها.النساء ليست بطولات خلف المنصة، ولا بكاء ولا إستغلال للأنوثة من أجل التطاول على الدولة، والنساء في المجلس لا يتم اختصارهن في قصة مايكريفون وشتائم تطلق عبر أفلام نارية..النساء في العمل البرلماني هن مريم اللوزي، وأظن أن نزار لم يكذب حين وصف بلقيس أنها اختصرت تاريخ النساء، وأنا لا أكذب إذا قلت أن مريم اللوزي اختصرت تاريخ الرجال.....

Source - المصدر : مشاركه من أصدقاء الصفحه
Pinterest Twitter Google

>