صالح رفيفان المجالي ( أبو راتب) ولد صالح رفيفان المجالي في ريف الكرك عام م1910 وكانت ولادته في بيت من الشعر وقد كتب المرحوم صالح المجالي في مذكراته حول حدث ولادته فقال: كانت ولادتي في بيت من الشعر وأقول ذلك معتزاً لم تكن والدتي من عائلة أبي - المجالي - كانت من عشيرة أخرى - البطوش - وهناك شبه كبير بين طفولتي وطفولة ابن عمي المرحوم هزاع - رئيس وزراء الأردن الأسبق - ويعني بذلك أن القاسم المشترك بينهما خوؤلة كل منهما من غير عشيرة المجالي فوالدة أبي من البطوش ووالدة هزاع من عشيرة الونديين - من عشائر البلقاء. عشتُ بين أخوالي أحد عشر عاماً تعلمت خلالها على أيدً خطيب (مدرس خاص يدرس القرآن الكريم والحساب) القراءة والكتابة وحفظ القرآن والحساب. في الواقع كانت حياتنا تختلف عن الحياة اليوم فالطفل لم يكن ينعم بوسائل الراحة التي ينعم بها طفل اليوم. بل كان يعيش طفولته وهو يعاني من الجوع والتعب والحياة الخشنة. ويتابع المرحوم صالح المجالي كما ورد في مذكراته التي تولى مهمة جمعها وتمحيصها نجله الأستاذ راتب صالح المجالي فيقول: عشت طفولتي الأولى في جو ريفي أقرب إلى البداوة مجتمع زراعي عشائري مليء بالمنافسات القبلية الكريمة المبنية على البطولات والكرم والصفح والتسامح وقد تعلمت في هذا المجتمع ركوب الخيل كما تعلمت أن القانون ليس هو كل شيء في هذه الحياة وأن للعرف والعادة والعلاقات الإنسانية أهمية كبرى في حل القضايا والمشكلات لا تقل عن القانون وخاصة في المجتمعات القبلية والعشائرية. طفولتي الأولى أيام هنيئة مازلت أحن إليها وأذكرها بكل فخر واعتزاز ، عدت إلى الكرك وأظن أن ذلك كان في نهاية عام م1920 حيث انتظمت في المدرسة الرسمية مدرسة الكرك فتطور شكل حياتي هنالك وأصبح أكثر سهولة ونعومة لكنني لم أنسَ القواعد التي درستها طيلة سبع سنوات على يد الخطيب فبرزت في القرآن والخط والحساب على جميع الطلاب وفي عام م1924 وبعد مجيء سمو الأمير عبد الله أمير شرقي الأردن صدرت إرادته بإلحاق عدد من أبناء وجهاء العشائر بمدرسة السلط للدراسة فيها دراسة ليلية وتم اختياري وأخي حابس وأربعة من أبناء الكرك بالالتحاق بهذه المدرسة التي استقطبت مدرسين لها من علماء عصرهم في شتى نواحي العمل من البلاد العربية المجاورة. بعد أن أكمل المرحوم صالح رفيفان المجالي دراسته الثانوية في مدرسة السلط عام 1928 بقي أربعة أعوام دون عمل وبتاريخ 10 ـ 10 ـ 1932 تم تعيينه بوظيفة كاتب متصرفية الكرك وبقي في عمله مدة أحد عشر عاماً بعدها تم ترفيعه إلى وظيفة مدير ناحية في دير أبي سعيد. وبعد حوالي عامين ونصف تم ترفيعه إلى وظيفة قائمقام في مدينة الطفيلة ثم قائمقام في عجلون. كان وزيراً حين وقع مع الوزراء اتفاقية التضامن العربي والتي تتضمن دعماً عربياً للأردن بدلاً من المعونة البريطانية وتفاجأ عندما أوقفت هذه الدول العربية هذا الدعم لقد شاهد بأم عينه نهوض المدارس والجامعات في بلده كان هذا الرجل يقرأ كتبه المدرسية على ضوء لوكسات في شوارع الكرك ولكنه شاهد بعد حين تغطية التيار الكهربائي لجميع أنحاء الأردن صالح ارفيفان الحاكم العسكري للخليل عام 1948م والوزير لخمس مرات ، والنائب لثلاث دورات انتخابية ، وامين عام مجلس شيوخ العشائر وعينا لثلاثة مجالس.وعضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الوطني. . وتحدث الأستاذ حازم نسيبه واصفاً شخصية المرحوم صالح المجالي قائلاً: "إن صالح المجالي كان مثلاً متألقاً من ذلك الرعيل الأشم من أولي الفضيلة ومكارم الأخلاق ومآثره على امتداد أكثر من أربعة عقود من الخدمة العامة في مختلف أصعدتها ومستوياتها وحجم إنجازاتها أكثر من أن تعد أو تحصى فذلك هو الفارس العربي المقدام الذي أحب القدس وامتلكت نفسه كل ما تمثله رسالتها ومقدساتها وإنسانها وحجارتها فجاهد في الذود عنها حق جهاده فبادله أهلها المحبة بأكثر منها". وقال عبد الرزاق النسور في شخصية أبي راتب قائلاً: "قضى أبو راتب بنفس الطريقة التي عاشها رجل موقف رجل مبدأ رجل قرار لا تردد في إيمانه بحقنا في النهوض والانتصار لا تردد في إيمانه بمستقبل الوطن. أما المؤرخ سليمان الموسى فقال فيه: "امتاز المرحوم صالح المجالي بلين الجانب ودماثة الخلق والتواضع كما امتاز بعلو النفس وكبرياء الذات فلم أسمعه يطعن آخر أو ينتقص من قدر أحد كما كن يلتمس العذر للآخرين ويعرف أن في كل إنسان ناحية من نواحي الضعف كان رجلاً عالي الجناب تتمثل فيه السجايا العربية الأصيلة". لقد أعطى المرحوم صالح رفيفان المجالي عطاء الأردني الصادق الوفي المخلص لمليكه ووطنه طوال حياته عطاءً سخياً جلياً رحم الله أبو راتب وأسكنه فسيح جناته

Source - المصدر : مشاركه من أصدقاء الصفحه
Pinterest Twitter Google

>