الشيخ ناجي باشا بن مزيد العزام (1873 – 1937م) -رحمه الله تعالى أول زعيم أردني يطلب عدم دفع الضرائب وطرد جباتها زعماء الأردن اجتمعوا في مضافة العزام وقرروا مهاجمة المستعمرات الصهيونية محطات كثيرة في حياة المرحوم الشيخ ناجي العزام ، ويحتار الباحث في التوقف عند أولى محطاته ، فجميعها يلذ الجلوس على فراشها ، وهو لايختلف كثيراً عن جيله من الرعيل الأردني الأول إلا بتنوع المهمات الوطنية والقومية ، فكان وإياهم قناديل الوعي الشعبي الوطني ، والإرادة الأردنية الصلبة ، نقشوا اسم أمتهم في ذاكرتهم ورسموا لوحة الحياة الحرة الكريمة على جدار المكان والزمان ، وزينوا صفحات التاريخ بقوة الفعل وقوة القرار ، وبقوا مشعلاً مضيئاً حملوا عبء التنوير ورسالة النضال والهم الوطني في بعده القومي،كل ذلك في ظل غياب المدارس السياسية العقائدية التي ظلت غائبة عن وطننا حتى منتصف القرن الماضي على الرغم من التبشير بوحدة الخطين القومي والإسلامي ، الذي كان شعار الثورة العربية الكبرى عام 1916م. كان الشيخ ناجي وبعفوية شرف الانتماء الوطني من بين الذين التزموا بالخيار القومي التاريخي لإثارة الوعي النضالي حتى تنهض الأمة لاسترداد مكانتها تحت الشمس ، وهؤلاء النخبة من الرجال لم يتعاملوا مع المناطقية والإقليمية في نضالهم السياسي فأحسن القول والتعبير الزميل الأستاذ بلال التل ، الذي قال في الندوة التي نظمها المركز الأردني للدراسات والمعلومات عن دولة المرحوم هزاع المجالي عام 1996م : والأردنية عندنا ليست مجرد مولد على هذه الأرض، ولكنها هوية واختيار سياسي ومنهج حياة ارتضاه أحرار أمتنا الذين تقاطروا على هذه البقعة فكسبوا هويتها وأعطوها نكهتها العربية وروحها الإسلامية منذ معركة مؤتة..... ولأن التاريخ وجه الأمة ولسانها المعبر عن فرادتها بين الأمم والشعوب والكتابة التاريخية هي الشاهد على عطاءات أبناء الوطن ، فمن حق الشيخ ناجي العزام علينا أن نكتبه للتاريخ ، فهو أول زعيم وطني يطالب من مخاتير الوسطية بالتمرد على جباة الضرائب وطردهم من قراهم عام 1916م وهو صاحب المشروع الثوري مع الشهيد كايد المفلح باستضافة زعماء الشمال الأردني في ديوانه بقرية قم حيث قرروا الثورة بالهجوم على المستوطنات اليهودية في الشمال الفلسطيني عام 1920م وهو من القائلين لا للمعاهدة الأردنية البريطانية عام 1928م وقد ترجم مواقفه الوطنية الرافضة للهيمنة الاستعمارية البريطانية في المؤتمرات الوطنية الأردنية ، فالرجال الأوفياء لوطنهم لا يستبين دورهم إلا في سياق التاريخ الطويل ويجعل من توالي الأحداث قياساً للحكم على مواقفهم وإنجازاتهم.

Source - المصدر : Jordan history
Pinterest Twitter Google

>