من الرعيل الاول قـدر المجالي.. شهيد الهيه * د. محمد العناقرة إن الحديث عن قدر المجالي هو حديث عن شخصية وطنية وقومية مرموقة من الرعيل الأول. للحديث عن الشيخ المجاهد قائد ثورة الكرك الذي تزعم الثورة ضد الظلم والاضطهاد العثماني. وُلد الشيخ قدر بن صالح بن محمد بن عبد القادر بن يوسف بن سليمان بن سالم في بلدة الربة من محافظة الكرك ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 25 حزيران 1851 ، وقد استبشرت الوالدة به خيراً لأنه ولد ليلة القدر ، وهو من عائلة المجالي التي تعود من نسبها إلى تميم بن أوس وهذا الرجل عندما بلغ سن العاشرة من عمره بدأت عليه علامات الذكاء والفطنة أيضا و بما أنه لا توجد مدارس فقد تعلم في الكتاتيب وكان في موضع الاحترام والتقدير عند العشيرة ، وبخاصة عند والده صالح المجالي عندما بلغ سن السادسة عشرة من عمره أخذ الرجل يهتم كثيرا بالعلاقات الاجتماعية والعلاقات العشائرية وأصبح يساهم مساهمة فعالة في الجلوس مع والده في الدواوين حتى أنه أصبح خبيراً في الشؤون الاجتماعية والشؤون العشائرية. وقد اجمعت العشيرة بشكل كامل على أن هذا الشخص سيصبح فيما بعد ذا شأن وقد أجمعت العشائر بالكامل على أنه صاحب فطنة وصاحب ذكاء ولديه الحكمة هذا زيادة على التواضع حتى أنه يضرب به المثل بين أبناء جيله حيث كان يتمتع باحترام أبناء جيله وقيل أنه عندما يرى أي مشكلة تقع بين أبناء جيله يساهم مساهمة فعالة في حل المشاكل بينهم وتعلم ذلك من خلال مجالسة الكبار ، ويعتبر قدر المجالي من الأعلام المشهورين في القرن العشرين وذلك من خلال الجذور التاريخية للعائلة وصار الوعي الوطني والقومي متجذر في ذاكرة قدر المجالي وذلك من خلال الحركات الشعبية والنظامية التي انطلقت في منطقة الكرك وخاصة ثورة عام 1835 التي قادها إسماعيل الشوفي المجالي وهذه الثورة جعلت من قدر المجالي يعيش الوعي بالكامل بالإضافة لذلك أنه عام 1905 كانت ثورة وادي موسى وثورة الشوبك التي تفاعل معها تفاعلا كاملا وحتى جهز مجموعات كبيرة من أبناء العشيرة وأبناء العشائر لتنطلق بإتجاه منطقة الشوبك لتساعد هذه العشائر. وقد تحدث الاعلامي راكان المجالي عن جذور عائلة المجالي وعن الشيخ قدر المجالي قائلاً: منذ القدم كانت الكرك أحد القلاع الرئيسية ، وكانت نقطة ارتكاز مهمة جدا لموقع جغرافي وتاريخي في المنطقة. واعتقد أن تاريخ العائلة بدأ يشكل من أشكال الإنسانية والتوازن وكان هناك قبائل متسلطة على المنطقة ، وقد شاركت جميع عشائر الكرك بالمشاركة في تغيير الاوضاع التي كانت قائمة على الظلم والتسلط وإذا انتقلنا إلى بدايات القرن التاسع عشر نتحدث عن الجد محمد المجالي الذي شكل زعامة حقيقية للعشيرة كانت موجودة عبر قياداتها ورجالاتها لكن محمد المجالي استطاع من خلال تواضعه وصلته مع الناس والصلة الحميمة مع أبناء عشيرته وأبناء العشائر الأخرى بالإضافة إلى الدهاء السياسي الذي تمتع به محمد المجالي وتمتع بتفويض كامل من كل أبناء الكرك ، فكان كلمته مطاعة واستطاع أن يستوعب كل العشائر. بعد الشيخ محمد جاء صالح وهو كان قائد عسكري دائما في العائلة كان الشيخ مهم لكن بنفس الأهمية القائد العسكري كان مصلح القائد العسكري إلى جانب أخيه وهو الذي قاد الجموع التي ذهبت إلى الشوبك كان قدر موجود ولكن عمه مصلح كان قائد الحملة على جنوب الكرك وقد قتل بعد ذلك. قدر في تاريخ العائلة شكل حالة استثنائية وكان هناك مجال أمامه لتظهر مواهبه الشخصية وقدراته وكفاءته العجيبة وكان عنده حدب على كل واحد في العائلة وكان يشعر أنه الأب لكل العائلة وما يذكر عن قدر أنه لم ينجب ولذلك كان كل العشيرة أولاده. "قدر" كان زعيم مقيم فهو زعيم لكل الناس ، لم يكن لقدر أي اهتمام بالجوانب العسكرية أو الحربية وإنما كان قائدا سياسيا وصاحب الدور الأكبر في العائلة ويؤثر بمحبة على الجميع سواء داخل العائلة أو قبائل الكرك الأخرى هو يعتبر المرجعية لهم ، لفترة من الفترات أًصبح قدر المجالي شيخ ومشايخ الكرك التي كانت في الأصل من أيام محمد المجالي نقلت إلى صالح ثم إلى قدر وهكذا تسلسلت الشيخة ولا تزال شيخة مشايخ الكرك مؤكدة أنها للمجالي ومشيخة المشايخ الوحيدة التي بها مرسوم تركي لليوم لكل الاردن أو لكل بلاد الشام هي المجالي. أما عن نسب عائلة المجالي فقد تحدث راكان المجالي قائلاً: على الأغلب يعود نسبهم لتميم الداري ، وكانوا بنو تميم يساهمون بمبالغ من المال لدعم أقاربنا ، ولنا صلة بالخليل ، وكان معترف به فموضوع النسب لتميم الداري الذي فوض من أيام الرسول وأبو بكر على منطقة الخليل كما في المصادر وبدايات رحلة المجالي أنهم جاءوا من منطقة الخليل على منطقة الكرك وكونوا حالة معينة وكونوا علاقات مع بقية القبائل وكونوا هذا الوضع وهذه الزعامة وهذه المكانة في الكرك. ولو تطرقنا للحديث عن وجود الدولة العثمانية وحالة الظلم التي مارستها وفرض التجنيد الإجباري على الشباب فقد تحدث محمود عبيدات قائلاً: الدولة العثمانية كانت تعيش حالة الاحتضار لذلك هي كانت بحاجة إلى شراء أسلحة وبواخر بالإضافة لذلك كانت الحالة التبشيرية من أوروبا منتشرة في منطقة بلاد الشام فأرادوا أن يضعوا حدا لهذه التصرفات وأن يخوضوا معارك في منطقة البلقان فأصبحوا بحاجة إلى عملية التجنيد وتريد الدولة أن تفرض نفسها على المنطقة كانت البداية في منقطة الجنوب السوري في منطقة حوران ومنطقة جبل العرب دائما الحكومة التركية تستغل الفرص وتستغل المناسبات من أجل عملية الإحباط ، فأرادوا أن ينهوا هذه الحالة فتقدموا بقوات عسكرية كثيرة أن الجنوب السورية وخاصة أن منطقة الجبل من أجل أن يضعوا حدا لهذا الصراع بين حوران وجبل العرب ، وأرسلوا الفاروقي وهو مسلم وينتمي إلى عائلة العمري ودمَّر مدنية الشهباء في منطقة السويداء واعتقل أكثر من 300 شخص أعدم 22 شخصا وذلك في بداية عام 1910 بالإضافة لذلك أنه استولى على كمية هائلة من الذهب وأودعها لدى أحد التجار. فبعث إلى متصرف لواء الكرك وقال له أشرح لي الحالة عندكم حتى آتي لأعمل عملية الإحصاء سواء على مستوى المواشي والأراضي فالمتصرف جمع عددا من العشائر هنا يوجد مجموعة من المشايخ انتابهم الخوف وذلك نتيجة لعملية التدمير التي حصلت في منطقة الجنوب السوري وقرروا الموافقة على قدوم هذه القوات وإجراء عملية الإحصاء وفرض حالة السلطة وإلغاء حالة العشائر والزعامة العشائرية قدر المجالي رفض رفضاً مطلقاً وكان معه محمود الضمور وساهر المعايطة وقالوا نحن لا نأتي ولا نوافق على هذه الحالة ، ولابشكل من الأشكال لكن مجموعة من المشايخ تخوفوا كثيرا وسرقوا الخاتم "خاتم قدر المجالي" وختموا البرقية وأرسلوها للمتصرف جاءت هذه القوة ولكنها كانت تمارس نوعا من الإرهاب والإذلال على قدر المجالي وسحب السلطة منه وكان الهدف الإستراتيجي هو محاولة أضعاف المنطقة. وأضاف الأستاذ راكان المجالي قائلاً: الحقيقة أن الأتراك غابوا فترة طويلة رجعوا إلى المنطقة بعد ذلك بشروط وكان قدر المجالي يعتبر أن كل أبناء الكرك هم أبناؤه ولذلك قيل عن لسانه: يا سامي ما نطيع ولا نعد عيالنا لعينا نشخص والبنات ذبح العسكر كارنا وعملياً بقيت عدة مناطق خاضعة للحكم التركي وكان هناك شكل من أشكال المقاومة وكانت شخصية قدر المجالي تتمتع بمزايا الزعامة والأمور العسكرية والنفسية وتحدث الأستاذ محمود عبيدات قائلاً: حالة النهوض فرضها فرض لذلك كان يجتمع مع زعماء العشائر وينتقل إلى مضاربهم وتقدمت للثورة خلال 24 ساعة نتيجة أنهم كانوا في مضارب الطراونة وصار مجموعة من الجنود والشباب المتحمسين هجموا على الجنود وقتلوا الجنود ، هذا الأمر قدم الثورة ، قدر المجالي مباشرة أتصل مع المتصرف وقال له أن هناك مجموعة من الجنود قتلوا ولاقوا حتفهم لذلك يجب عليكم الإنطلاق لحماية قواتكم هذه كانت خطة عسكرية تماما قدر المجالي يريد أن يفرغ منطقة السرايا والسكنات العسكرية فتحرك قدر المجالي بقوات هائلة من مجموعة العشائر وكان الهجوم على القلعة والسكنات العسكرية والسرايا وهنا أصبحت سيطرة شبه كاملة واستولوا على البريد ومزقوا فيما يتعلق بعملية الإحصاء لأن عملية الإحصاء كان الرجل الذي عمره 60 يسجل 35 من أجل اخذه إلى الخدمة العسكرية لذلك انطلقت هذه الثورة وجاءت النجدات من السلط وطبريا بالإضافة لحوران وكانت قوة هائلة وكبيرة جدا ، وقدر المجالي سمي بعلي وانتقل بهذا الإسم إلى قبائل وعشائر بني عطية وتلك الفترة ترافقت مع قدوم الثورة العربية الكبرى ، وقد تم تسميمه في الشام بناء على دعوة وجهت إليه من الأتراك

Source - المصدر : http://historymajali.weebly.com/160516021575160415751578.html
Pinterest Twitter Google

>