:مقاله من جريدة رأي لشيخ عيسى كان قاضي عشائري ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﺪﻻﻫﻤﺔ ﺃﺑﻮ ﺩﻟﻬﻮﻡ ، ﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﺎﻡ 1868 ، ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺄﻥ ﺗﺤﺖ ﺛﻘﻞ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻋﻬﺪﻩ ﻭﻧﻜﻞ ﺑﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺑﻮ ﺩﻟﻬﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻫﻮ ﻗﺼﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺷﺒﻴﺐ، ﻓﺎﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﻫﻮ ﺳﻠﻴﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﺑﻦ ﻣﻬﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﻼﻛﻲ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻏﺮﺏ ﻋﻤﺎﻥ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺩﺍﺑﻮﻕ ﻭﺻﻮﻳﻠﺢ ﻭﺷﻔﺎ ﺑﺪﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﻤﻴﺴﺎﻧﻲ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ، ﻗﺪ ﻛﻮﻧﺖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﺔ ﻭﺃﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﺬﺓ . ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰﺗﻪ ﻛﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﻃﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ، ﻭﻫﻲ ﺳﻤﺎﺕ ﺃﻫﻠﺘﻪ ﻟﻠﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻓﻄﻨﻪ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺑﺪﻳﻬﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺠﻮﺏ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻏﺮﺑﻲ ﻋﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﻛﻠﻞ ﺃﻭ ﻣﻠﻞ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺒﺮﻫﻢ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻭﺷﺎﺑﺎً ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻱ، ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺨﺪﻣﻬﻢ ﻭﻳﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻨﺒﻄﻲ، ﻭﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺧﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻋﺼﺮﻩ، ﺑﺰﻋﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺭﺛﺔ ﻭﺑﺘﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭﻗﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻟﺘﻜﺮﻳﺴﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﺨﺪﻣﺘﻬﻢ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ، ﻓﻼ ﻳﺒﺨﻞ ﺑﻐﺎﻝٍ ﺃﻭ ﻧﻔﻴﺲ .ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﻘﺎﺽٍ ﻋﺸﺎﺋﺮﻱ ﺫﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻴﺖ، ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺃﻭﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻧﻴﻦ ﺯﺍﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﺳﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻱ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻴﻠﻪ ﺻﻌﺒﺎً، ﻭﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﺣﺘﻰ ﻋﺪ ﺣﺠﺔ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻟﻪ ﻏﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻱ ﺩﻭﺭﺍً ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﻣﻌﻮﺿﺎً ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻠﻲ، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﻔﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ، ﻓﻜﺎﻥ ﺷﻴﺨﺎً ﻣﻬﻴﺒﺎً، ﺃﺣﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺳﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ. ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻧﻘﻮﺩﺍً ﻟﻴﺼﻠﺢ ﺧﻼﻓﺎً ﺃﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎً، ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻌﻄﺎﺀ، ﻳﺠﺰﻝ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﺎﺟﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﻛﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻟﻸﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺎ ﺑﺪﺭﺍﻥ ﻭﺻﻮﻳﻠﺢ ﻭﻣﺎﺣﺺ ﻭﺩﺍﺑﻮﻕ ﻭﺍﻟﺸﻤﻴﺴﺎﻧﻲ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻗﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻗﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ – ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻴﺴﻰ – ﺃﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﺳﻢ ( ﻋﺮﺍﻕ ﻋﻴﺴﻰ ) ﻭﻗﺪ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪﻩ، ﻭﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﻭﻻﺋﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ، ﺃﻥ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﺍﻟﻤﻄﺮﺩ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺑﺠﺸﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻓﺨﺴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻗُﺼّﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺩﻟﻬﻮﻡ ﻣﻘﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻼﻝ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼﻝ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺷﺎﻛﺮ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻣﺎﺟﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﻭﻣﺜﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﻳﺰ ﻭﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺮﻗﺎﺩ ﻭﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﻌﺴﺎﻑ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻮﺯﻱ ﻭﺣﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺪﺭ ﻭﺫﻭﻗﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺀ ﻭﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﻣﻊ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺪﺭﻙ ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﻓﻬﻮ ﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﺳﺪﻳﺪ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﻘﺪﺭﺓ، ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺿﺪﺍً ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﺸﻮﺭﺗﻪ، ﺃﻭ ﻳﻮﻛﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ، ﻓﻴﺤﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺷﺎﺋﻜﺔ ﺑﺨﺒﺮﺗﻪ ﻭﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺘﻴﻦ، ﻓﻬﻮ ﺑﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻﺮﻭﺍ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺻﻌﺒﺔ. ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻴﻨﻮ، ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻋﺎﻡ 1906 ، ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﻘﺎﺱ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﺑﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺑﻼﺩﻫﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺷﺮﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻋﺎﻡ 1921 ، ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎ ﻭﺻﻮﻳﻠﺢ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺣﻮﻝ ﻋﻴﻦ ﺻﻮﻳﻠﺢ ﻟﻠﺸﻴﺸﺎﻥ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻬﻢ، ﻭﻟﺤﺎﺟﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻗﺮﺏ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻓﺴﺎﺭﻉ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻴﻤﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺒﺎﺩﺭﺗﻬﻢ ﻓﺄﻛﺮﻣﻬﻢ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ « ﺟﻨﺎﻋﺔ « ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺜﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻌﻄﺎﺀً ﺑﻼ ﻣﻨﺔ، ﻣﺘﻘﺒﻼً ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ، ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻧﺴﻴﺠﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﺹ .ﺃﻗﺎﻣﺖ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻻﻫﻤﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻋﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺲ ﻭﻋﺸﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﻴﺔ، ﻭﺗﺪﻟﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻻﻫﻤﺔ ﻋﺎﺿﺪﻭﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻬﻮﺩ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺷﺮﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺑﻮ ﺩﻟﻬﻮﻡ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺪﻯ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺎﻥ ﻗﺎﺩﻣﺎً ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻥ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1924 ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻣﻊ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺭ ﻋﻤﺎﻥ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻤﺮﺍً ﻃﻮﻳﻼً، ﺣﻴﺚ ﺍﻣﺘﺪ ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺛﻠﺜﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻣﻌﺎﺻﺮﺍً ﺃﺣﺪﺍﺛﺎً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺗﺤﻮﻻﺕ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻋﺮﻑ ﺑﺰﻫﺪﻩ ﻭﺗﻘﻮﺍﻩ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﺎﻟﻔﺮﻭﺽ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.ﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻴﺴﻰ – ﺩﺍﺑﻮﻕ – ﻭﻫﺠﺮ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻋﺮﺍﻕ ﻋﻴﺴﻰ، ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺣﻴﻨﻬﺎ ، ﺑﺎﻟﻔﺎﻳﺾ ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺳﺎﺩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻓﻐﺎﺩﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻟﻴﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺟﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ، ﺣﻴﺚ ﻛﺮﻣﻪ ﺃﺧﻮﺍﻟﻪ ﺑﻨﻲ ﺣﺴﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻜﺮﻳﻢ، , ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺃﻧﺴﺒﺎﺅﻩ ﺑﻨﻲ ﺻﺨﺮ، ﻭﺑﻘﻲ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﺟﻨﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻋﺎﻡ 1970 ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎً ﺣﺎﺿﺮﺍً

Source - المصدر : مشاركه من أصدقاء الصفحه
Pinterest Twitter Google

>