علم من اعلام الجيش واسد من اسوده ... بقلم عبدالله مفضي عبدالمصلح ... اليوم تفاجاءت بوفاة ابن كتم الابية و قامة من قامات الوطن وابنائه الرجال المخلصين لوطنهم وشعبهم وقيادتهم الهاشمية المظفرة المرحوم اللواء الركن المتقاعد قاسم محمد الدويري ( ليلة البارحة الجمعة الموافق 15 ايار 2015م ) طيب الله ثراه رفيق درب المرحوم والدي العميد المتقاعد مفضي عبدالمصلح السرحان والذي صادفت ذكرى وفاته العاشرة قبل اسبوع واصبح لي هذا الشهر شهر حزن لفقدان اعز الرجال على قلبي وعلى الاخوة ورفاق الدرب في الحياة المسيرة في الحياة المدنية والعسكرية ... وكان والدي كلما انتقل لمكان وتسلم منصبا جديدا يختاره للخدمة بمعيته لتميزه بعمله وذكائه وكفاءته وعسكريته حيث كان رمزا للجندية الحقة ونواميسها ...حيث بدأت العلاقة بينهما في الجبهة الشرقية وبعد تخرجه من كلية الاركان الرابعة في كانون الثاني 1963م وكان للمرحوم اللواء مأمون خليل حبؤش الدور في تعريف والدي ركن اول عمليات وتدريب الجبهة الشرقية بزميله ورفيق دربه الرئيس قاسم محمد الدويري والمنقول لهم حديثا حيث انهما من دورة المرشحين الاولى التي تخرجت بتاريخ 25 اذار 1951م وخدم في كتيبة المشاة الخامسة (الملك علي الالية) وقد خدم قائد لجناح الاسلحة في مركز تدريب الجيش العربي في العبدلي ومدرسة المشاة / عوجان وتم تعيينه في قيادة الجبهة الشرقية ولغاية 18 اذار1965 حيث كلف والدي بتشكيل وقيادة لواء اليرموك حيث تم اختيار قاسم باشا وكان برتبة رائد بتشكيل وقيادة كتيبة ابو عبيدة عامر بن الجراح احدى كتائب لواء اليرموك وكان مثال للقائد العسكري الشجاع حيث ساند بكتيبته اللواء المدرع 60 في حرب عام 1967م وكان له دورا مميزا في تلك الحرب حيث تم تعيين والدي مديرا للعمليات الحربية فتم نقل المرحوم قاسم الدويري والخدمة في العمليات الحربية بعد حرب 1967م وكان الضابط الاقدم برؤساء الفروع واستمر لغاية بداية 1970م حيث تم تكليفه بقيادة لواء الاميرة عالية ( التابع للفرقة الاولى ) والذي كانت مهمته جنوب عمان ومنطقة الاذاعة والتلفزيون وقد كان اول من دخل وطهر منطقة الوحدات وايضا كان مع وفد المراقبين العرب العسكريين وكان له مواقف لاتنسى في الكرامة حيث كان مديرا بالوكالة نتيجة مرض والدي في وظيفة رسمية لليمن الجنوبي وعند عودته كان يخرج ويدخل المستشفى ويوم المعركة التحق بالعمليات مع المغفور له جلالة الملك مع بدء المعركة وكان المرحوم قاسم الدويري من افضل ضباط العمليات والقادة العسكريين حيث يذكر والدي دائما قصته المشهورة مع نائب رئيس الجمهورية العراقية صالح مهدي عماش الذي كان مجتمعا مع جلالة المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في الحمر نتيجة فقدان العسكر الثقة بالضباط وكل ما يسأل قادته عن القرارات لااحد يفيده حيث ذهب قاسم الدويري قائد لواء عالية لجلالة سيدنا واقتحم الاجتماع الثنائي دون الانصياع لاحد حيث تهجم الضيف على قائد اللواء الدويري بكلام بذئ قبل ان يتكلم المغفور له جلالة الملك فرد له الشتيمة بشتيمة اكبر ولولا تدخل سيدنا لهشم وجهه وقتله للكلام البذئ الجارح بحقه حيث هدأ روعه جلالة الملك واعتذر له عن الضيف العراقي وقال له اذهب الى اخوياك في اللواء وطمنهم وأنب جلالة الملك الضيف العراقي وانه لايسمح باهانة ضباطه في بيته وبالفعل بعدها بيومين تم تشكيل الحكومة العسكرية ودخل الجيش للحفاظ على امن واستقرار الوطن واعادة النظام وكانت مهمة اللواء جنوب عمان واكثر المناطق الساخنة وهي الوحدات و منطقة وادي الرمم التي اسر بها مع المراقبين العرب من قبل المنظمات واخذوا الى احدى القواعد وتحت تهديد اطفال مسلحين بالاربيجي ويرفعونه عليهم كالمسدس وقال لهم يا .. هذا للاليات والدبابات وليس للبشر وتعارك معهم حيث ابعدهم وبعد اكتشافهم للمراقبين العرب اطلقوا سراحهم وبتاريخ 26 تشرين ثاني 1970م وبعد استقالة المرحوم والدي تم تعيين النشمي والضابط القدير ابومحمد قاسم الدويري مديرا للعمليات الحربية خلفا للمرحوم والذي لم يوافق على استقالته التي بقي مصرا عليها حيث تم على اثرها الحاقه برئيس الوزراء الشهيد وصفي التل وتعينه بلجنة الرقابة العربية التابعة لجامعة الدول العربية والمكلفة بتطبيق اتفاقات القاهرة وعمان برئاسة الباهى الادغم رئيس وزراء تونس وبعد انتهاء المهمة تم الموافقة على استقالته بتاريخ 21 اذار 1971م واحالته على التقاعد بناء على طلبه واستمر المرحوم اللواء الركن قاسم الدويري بمنصبه الى مابعد حرب تشرين 1973م حيث كلف بقيادة الفرقة الاولى والتي تم دمجها باعادة التنظيم والجحفلة للقوات المسلحة مع الفرقة الرابعة الملكية والتي ايضا استلمها وبقيت علاقته الاخوية مستمرة مع المرحوم والدي لغاية وفاته في تاريخ 6 ايار عام 2005م وبقينا على تواصل مستمر لغاية الآن ... فهو رحمه الله من الرجال الرجال الندرة بالوفاء والاخلاص والجراءة والشجاعة ومآثره واعماله الوطنية كثيرة والتي لاتعد ولاتحصى ... رحمه الله واحسن مثواه واللهم احشره ووالدي مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وفي هذا اليوم الفضيل لذكرى الاسراء والمعراج لنبينا وشفيعنا سيدنا محمد صلى عليه وسلم .... وان لله وان اليه راجعون 2015 | المصدر الاعلامي عبدالله السرحان

Source - المصدر : التاريخ الأردني
Pinterest Twitter Google

>