– حري بنا ونحن نتفيأ ظلال ذكرى الثورة العربية الكبرى في هذه الأيام أن نستذكر بكل معاني التقدير والإجلال جهود الشريف الحسين بن علي في تفجير طاقات الأمة والأخذ بيدها نحو مدارج السمو والرفعة عندما أدرك طيب الله ثراه بأن هوية الأمة وشخصيتها تتعرضان للطمس والاندثار.. فانطلقت الثورة بزعامة شريف مكة صاحب الكفاية الدينية والشخصية ، المنقذ الأعظم الذي جسّد أهداف ومبادئ الثورة بقوله ” إن هذه الثورة عربية تشمل كل عربي كائناً من كان وأنني أقاتل من أجل ديني وبلادي وأهلي”، وكانت راية الثورة برسالتها التاريخية وألوانها الأربعة تجسد معاني الوحدة التاريخية لهذه الحضارة : فاللون الأسود مستمد من راية العباسيين السوداء، وهي رمز الحضارة العربية الإسلامية في عصرهم، واللون الأبيض مستمد من راية الأمويين البيضاء، وهي القوة وامتداد الفتح وعظمة السلطان، واللون الأخضر المستمد من راية الفاطميين وما ترمز إليه حضارتهم، حيث كانت المدن العربية الإسلامية في العهدين العباسي والفاطمي، أشبه بالجامعات التي يشع منها العلم والمعرفة.. أما اللون الأحمر الأرجواني فقد جاء يحتضن مفهوم هذه الحضارات باحتضانه للألوان الثلاثة متداخلاً معها رمزاً لشرعية الهاشميين في وراثة الحضارة العربية الإسلامية، وهذا ما يجسده الأردن العربي الهاشمي الوريث الشرعي لرسالة النهضة العربية الكبرى والحامل لمشعل ثورة الأمة في مشروعها القومي، ولعل علم المملكة الأردنية الهاشمية يمثل هذه الرؤية مضيفاً إليها رؤية دينية تمثلها النجمة السباعية التي ترمز إلى آيات السبع المثاني في القرآن الكريم. وهكذا كان العرب بقيادة الشريف الحسين – شريف مكة – يطمحون إلى تحقيق الاستقلال الذي كان يعني التحرر من التبعية الأجنبية والتخلص من الظلم والهوان وتحقيق الوحدة العربية الشاملة والحياة الفضلى لأجيال الأمة. وظل الأردن وليد الثورة العربية الكبرى، ووريث مفاهيم ومبادئ الرسالة يحمل رسالة المشروع القومي بقيادته الهاشمية ، القيادة التي حملت للأمة رسالة النهوض منذ أقدم العصور، وقبل مئات السنين. مكانة الشريف الحسين ……………………. احتل الشريف الحسين بن علي مكانة مرموقة ومقاماً رفيعاً في نفوس العرب والمسلمين منذ أن تولى امارة مكة سنة 1908, فهو سليل الدوحة النبوية الشريفة التي تحظى بالاحترام والتقديس لدى المسلمين كافة، وهو أمير مكة وشريفها وهذا منصب ديني وسياسي سام يلي منصب الصدر الأعظم ( رئيس الوزراء ) في الأهمية في الدولة العثمانية، وتطلعت إليه الأنظار، بسبب هذه المكانة كلما أحاق بالدولة خطر أو واجهتها معضلة، فلما تعرضت طرابلس الغرب للغزو الإيطالي، أرسل المركز العام لجمعية الاتحاد والترقي في سلانيك برقية إلى الشريف الحسين يحثه على إعلان الجهاد، مؤكداً أن خطوة كهذه سوف تسهم مساهمة كبيرة في إحراز النصر. واعترفت معظم القيادات العربية في آسيا بزعامة الحسين الروحية, وكان أول من اعترف بها النواب العرب في مجلس المبعوثان العثماني , فقد بعث خمسة وثلاثون منهم مذكرة إلى الشريف سنة 1913، أقروه فيها على إمارة مكة واعترفوا له، دون سواه، بالرئاسة الدينية على جميع الأقطار العربية، لأنه ” خلاصة بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ” وأكدوا أن إجماعهم هذا ” هو بالنيابة عن أهل بلادهم ” , وأعلن طالب النقيب، زعيم ولاية البصرة، في رسالة مرفقة بهذه المذكرة استعداد هؤلاء النواب ” للقيام إلى جانبكم إذا قمتم لخلع هذا النير الذي أثقل كاهل العرب, وسعيتم لانتشالهم مما هم فيه من الظلم والعبودية ” . ولما فكر قادة الأحزاب والجمعيات السرية العربية، بالثورة على الأتراك في بداية سنة 1915، وفي أعقاب حملة الاعتقالات والإرهاب التي تعرض لها المتنورون العرب في بلاد الشام وتقديم نخبة منهم إلى أعواد المشانق في بيروت ودمشق، اتجهوا بأنظارهم إلى الشريف الحسين، وعرضوا عليه أن يتعاون معهم وأن يتولى قيادتهم, ولذا لم يترددوا في الاتصال بالأمير فيصل، نجله الثالث وإطلاعه على نوايا الجمعيتين السريتين ( العهد ) و ( الفتاة العربية ), وقدموا له ميثاقاً قومياً يتضمن وحدة أقطار آسيا العربية واستقلالها عن الدولة العثمانية والشروط التي اتفقوا عليها لعقد معاهدة مع بريطانيا والدخول إلى جانبها في الحرب الدائرة وطلبوا منه أن يقدم هذا الميثاق لوالده ليكون أساساً في مفاوضاته مع بريطانيا، وعرف هذا الميثاق بميثاق دمشق والذي نصّ على: أولا: اعتراف بريطانيا العظمى باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن الحدود التالية : شمالا : خط مرسين – أضنة إلى ما يوازي خط العرض 37 شمالا، ثم على امتداد خط بيرجيك – اورفة – ماردين – مديات– جزيرة ابن عمرو – العمادية إلى حدود إيران . شرقا: على امتداد حدود إيران إلى خليج العرب جنوبا . جنوبا: المحيط الهندي ” باستثناء عدن التي يبقى وضعها الحالي كما هو ” . غربا: على امتداد البحر الأحمر ثم البحر الأبيض المتوسط إلى مرسين. ثانيا: إلغاء جميع الامتيازات الاستثنائية التي منحت للأجانب بمقتضى الامتيازات الأجنبية . ثالثا : عقد معاهدة دفاعية بين بريطانيا العظمى وهذه الدولة العربية المستقلة. رابعا : تقديم بريطانيا العظمى وتفضيلها على غيرها من الدول في المشروعات الاقتصادية. دمشق – أيار 1915 وتعد الثورة العربية الكبرى أول ثورة تأخذ هذا البعد القومي الشمولي الذي يتصدى للأوضاع القائمة في الدولة العثمانية بالتحليل والدراسة الجادة، من أجل تحقيق المنطلقات العقائدية التي قامت من أجلها، وتجمل في المنطلقين الأساسيين اللذين أكدهما الدستور الأردني عام 1952، في مادتيه الأولى والثانية ,وهذان المنطلقان هما: 1. حفظ كرامة العروبة. 2. العودة إلى الاسلام الصحيح. وكان لا بد من حمل السلاح لتحقيق إرادة الثورة والثوار في تأسيس دولة عربية شرقية مستقلة استقلالاً تاماً عن الأتراك. الأردن في معارك الثورة العربية الكبرى ……………………………………….. شكل الأردن مسرحاً هاماً لمعارك وأحداث الثورة العربية الكبرى طيلة ما يقارب أربعة عشر شهراً من العمليات العسكرية التي كانت في نسقها العام توازي عمليات الحرب العالمية الأولى وبهذا الصدد يذكر مصطفى طلاس في كتابه الثورة العربية بقوله ( كانت الخطة العسكرية الاستراتيجية للثورة، أن تبدأ معارك الثورة في بلاد الشام والحجاز معاً، غير أن الظروف الدولية حالت دون ذلك فقد امتنع ( الحلفاء ) عن إنزال قواتهم العسكرية في بلاد الشام وبخاصة فرنسا التي كانت تخشى نزول الانجليز في أرض تعتبرها من مناطق نفوذها، وحتى الثاني من شهر تموز 1917 كانت معارك التحرير لم تتجاوز حدود الديار الحجازية. ويضيف وبعد أن رجحت كفة العرب في الحجاز، انتقل الأمير فيصل إلى الحدود الحجازية – الأردنية واستقر في منطقة ( الوجه) ومن هناك بدأت اتصالاته بالزعامات الأردنية، وبخاصة الزعامات “البدوية فأجرى اتصالات واسعة مع بني صخر والحويطات، والشعلان، وبني عطيه، ومشايخ الكرك، وعرب الرولة، ومشايخ الشمال الأردني، وحوران وجبل العرب، وتمكن خلال أسبوعين فقط من تجنيد خمسمائة متطوع من عرب الرولة والحويطات بزعامة ” عودة أبو تايه”. بدأت جولته باتجاه الأردن تقطع الصحراء شرقاً، ثم انحرفت إلى الشمال بعد أن عبرت سكة الحديد حتى بلغت وادي السرحان بعد عشرين يوماً، وكان الشيخ “عودة أبو تايه” يجند في طريقه كل من يرغب بتحرير بلاده من الحكم التركي وبهذا الشعار تمكن ” أبو تايه من استقطاب مئات المقاتلين العرب خاض بهم عدة معارك حيث أغاروا على خط سكة الحديد شمالي مدينة الزرقاء، ثم زحفوا باتجاه باير والجفر، وعبروا سكة الحديد إلى الجنوب من معان، ثم توجهوا إلى موقع ” أبي اللسن ” غربي معان، وتمكنوا من قتل 300 من الأتراك وأسر 160 جندياً, وكانت هذه المعارك بقيادة الشريف ناصر بن علي، والشيخ عودة أبو تايه، يرافقهما الانجليزي ( لورنس )، حيث كانت مهمته تفجير الألغام تحت العبارات لتضليل القوات التركية. وبادرت الحملة للسير مباشرة بعد انتهاء المعركة باتجاه الغرب، وخلال ثلاثة أيام استولى العرب على ثلاثة مواقع تركية، وأسروا جنود حامياتها). وفي يوم 6 تموز دخلت القوات العربية العقبة بعد أن قتلت 600 جندي وأسروا 780 بينهم 35 ضابطاً, وجاء في التاريخ الرسمي للحرب في انكلترا – الجزء الأول، صفحة 240، ما يلي : (عند الغروب جمع عودة أبو تايه خمسين خيالاً في (جوف) واد على بعد 200 ياردة من الموقع التركي، وقام بهجوم مباغت، فتضعضع الترك، وعندئذ انحدرت إليهم بقية العرب على الجمال من أعلى التل، فانتهت المعركة في وقت قصير، وأحصى لورنس 300 قتيل من الأتراك في الميدان, أما العرب فقتل منهم اثنان ووقع بضعة منهم جرحى) . الاردن موئل الأحرار العرب ………………………. لقد شكلت إمارة شرق الأردن منذ تأسيسها مع بداية هذا القرن موئلاً للأحرار، ومركزاً للثوار العرب السوريين، فعندما استطاعت القوات الفرنسية التغلب على ثورة السيد إبراهيم هنانو، لم يجد له ملجأ سوى إمارة شرقي الأردن، حيث أكرمه أميرها، وأحسن ضيافته، وقدم له المساعدة والتسهيلات للسفر إلى مصر عن طريق القدس، ولكن السلطات البريطانية المستعمرة ألقت القبض عليه وسلمته للسلطات الفرنسية، فقام الشعب العربي الأردني بمظاهرات صاخبة احتجاجاً على هذا التصرف البريطاني، وهتف المتظاهرون بعبارات مناوئة للفرنسيين والبريطانيين، ومنددين بهذه العملية الغادرة، التي تدل على تواطؤ بريطانيا وفرنسا مع بعضهما البعض ضد المصالح الوطنية والقومية العربية. وظلت إمارة شرقي الأردن تفتح أحضانها لاستقبال الثوار والمناضلين السياسيين والعسكريين العرب من الأقطار العربية المجاورة وخاصة سوريا، فبعد أن استطاعت فرنسا القضاء على الحركة الثورية التي قام بها سلطان باشا الأطرش في سنة 1922، التجأ إلى الأردن هو وعدد من أقربائه وظل يقيم معززاً مكرماً هو وحاشيته إلى أن صدر العفو الفرنسي عنهم وعادوا إلى سوريا، وهكذا جسد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين معاني الأخوة والترابط القومي بين أبناء العروبة. وبشهادة التاريخ الذي لم يقرأه العرب بدقة وإمعان، كان الملك عبد الله – طيب الله ثراه – رجلاً سياسياً من الطراز الأول قوي الحجة، متعمقاً بدراسة التاريخ السياسي الدولي، وكان داعية وحدة لمواجهة الأخطار والتحديات التي تعرض لها الشرق العربي. وعوداً إلى الوثائق والرسائل والاتصالات التي أجراها الملك المؤسس، نقف على حقائق تمثل الدور الهاشمي في الدفاع عن فلسطين ومقاومة الخطر الصهيوني عندما تمكن جلالته من إنقاذ شرقي الأردن من براثن وعد بلفور، واستطاع إرساء دعائم الاستقلال الأردني عام 1946، وتمكن من تعزيز ورفد الجيش العربي بوحدات جديدة، ضربت أروع الأمثلة في الدفاع عن عروبة فلسطين في معارك القدس، واللطرون، وقلقيلية، الرادار، والشيخ جراح ثم توجت هذه المساعي القومية الحميدة بأول ثمار الوحدة بين الضفتين عام 1950، واستمر جلالته بجهوده العظيمة إلى أن روى بنجيع دمه الزكي ثرى القدس الشريف، فتسلم من بعده الراية جلالة الملك طلال – رحمه الله – الذي استطاع رغم قصر فترة حكمه من تحديث الدستور الأردني وتأسيس الحرس الوطني. وما أن أعفي جلالته من مهام الحكم حتى تسلم الراية المغفور له جلالة الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – فسار بالأردن نحو مدارج السمو والرفعة آخذاً على عاتقه تطوير وتحديث الأردن وفي جميع مناحي الحياة، حتى أصبح الأردن واحة أمن واستقرار في المنطقة، واحتل مكانة مرموقة وبعداً محورياً فاعلاً تجاه كل الأحداث التي عصفت في المنطقة فشكل الحسين – رحمه الله – مرجعية لقادة وزعماء العالم بحكم تميزه وبراعته وحنكته السياسية وعلاقاته الواسعة مع كثير من دول العالم. ولقد شكلت وفاة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – حدثاً عظيماً على المستويين العربي والدولي، فكانت ( جنازة العصر ) التي جمعت زعماء وقادة العالم الذين شاركوا بهذا المصاب الجلل. وتمكن الأردن بحمد الله ثم بفضل دولة القانون والمؤسسات من تجاوز المرحلة الدقيقة التي مر بها وعكس بذلك الوجه الحضاري للأردن. ثم تسلم الراية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى الذي أثبت منذ توليه قيادة هذا البلد أنه يسير فيه على الخطى الثابتة والنهج الواضح الذي رسمه الوالد الباني من أجل شعوب العرب وصالح الأمة, فقد استطاع الملك عبد الله أن يتبوأ المكانة التي يستحقها في وقت قياسي على الصعيدين الخارجي والداخلي، فعلى المستوى الدولي نجح جلالته في حمل قضية وطنه وأمته إلى المحافل الدولية وما زياراته وجولاته في مختلف البلدان إلا دليل على مسعى وجهود جلالته على هذا المستوى. أما على الصعيد الداخلي فقد أصر جلالته أن يكون القريب من القلوب باستمرار والقريب من مشاعر وأحاسيس كل مواطن من خلال متابعته الحثيثة لكل الدوائر والمسؤولين أصحاب القرارات الذين لهم مساس مباشر بحياة المواطن اليومية، وإعطاء توجيهاته السامية لحل المشكلات والقضايا التي من شأنها التأثير على دفع عجلة التنمية والعطاء وبث روح التعاون والتفاؤل في نفوس المواطنين. الجيش العربي الهاشمي ………………………… الحديث عن الجيش العربي لا يمكن فصله عن حديث الثورة العربية الكبرى، فمن أبرز مزايا الجيش العربي التي تجعله يتفرد عن غيره من جيوش العالم ” أنه قد بدأ عمله قبل تأسيس الإمارة وأنه اضطلع بالمهام الجسام وقام بدور بارز في تأسيس الإمارة ” . ومع قدوم الأمير عبدالله للجيش، تم تأسيس قوة عسكرية وأصبح الأمير عبد الله قائداً عاماً للجيش في حين تولى علي خلقي الشرايري منصب مشاور الأمن والانضباط وتألفت القوة على النحو التالي: 1.قوى الدرك الثابت. 2.كتيبة الدرك الاحتياطي. 3.الكتيبة النظامية. 4.قوة الهجانة. وبلغ التعداد العام لهذه القوات حوالي 1500فرد. وبعد مرور فترة على تأسيس هذه القوة برزت بعض المصاعب المتمثلة في الأمور المالية، ثم الأحداث الداخلية التي أثبتت أن قوة الأمن والدرك بحاجة للتدريب والضبط والربط العسكري، بحيث ضعف الإقبال على الاشتراك بها من قبل الأهالي واهتزت هيبة الأمن في نفوس الناس، ثم أعيد تشكيل القوة السيارة من جديد وبإشراف من الأمير عبدالله مباشرة، والتي تكونت من ثلاث سرايا فرسان وسريتي مشاة وبطارية مدفعية، وسرية رشاشات وفئة إشارة (لاسلكي). وفي 1 شباط 1923 ظهر مجلس المستشارين برئاسة مظهر رسلان وتغير اسمه ليصبح مجلس الوكلاء في 29 / 5 / 1923 . وفي نيسان تمت موافقة هذا المجلس على دمج القوة السيارة وباقي قوة الأمن والدرك تحت إمرة ( فريدريك بيك ) اعتباراً من 11 أيلول 1923 وتشكيل الجيش العربي. وفي عام 1926 ” شكلت قوة حدود شرقي الأردن ” وبذلك أصبح دور الجيش مقتصراً على الأمن الداخلي، حيث أنيطت مسؤولية أمن الحدود بقوة الحدود وانخفض تعداد الجيش من 1427 فرداً إلى 850 فرداً. وفي 20 شباط 1927 صدر أول قانون للجيش العربي وأصبح الجيش مؤلفاً من ثلاثة أقسام : 1.شرطة الأرياف، مهمتها خارج المدن. 2.شرطة المدن، مهمتها داخل المدن. 3.موظفو السجون. وفي عام 1929 عين ضابطان بريطانيان في جهاز الاستخبارات التابع للقيادة العامة للجيش، وأصبح كلوب ( الميجر جون باجوت جلوب ) مسؤولاً عن نشأة قوة الصحراء التي حلت محل قوة حدود شرق الأردن، ثم ازداد تعداد هذه القوة حتى وصل الأمر إلى زيادة مخصصات الجيش من بريطانيا بسبب وجود هذه القوة مما أدى لرفع أعداد الجيش إلى 41 ضابطاً و1016 جندياً. وفي 21آذار 1939، عين الزعيم كلوب قائداً للجيش العربي خلفاً للفريق فريدريك بيك باشا، وتولى الزعيم لاش قيادة قوة البادية، ولما نشبت الحرب العالمية الثانية كان الجيش العربي هو الوحيد الذي ساهم في المجهود الحربي للحلفاء وكانت مساهمته متمثلة في حماية المعسكرات والمخازن البريطانية وطرق المواصلات في فلسطين، والاشتراك في القضاء على الانقلاب في العراق الذي قام به رشيد عالي الكيلاني، والمشاركة في الحملة على سوريا ضد الفرنسيين، وكذلك حماية الخطوط البريطانية في الشرق الأوسط، وهذه الأعمال زادت من خبرة الجيش العربي الحربية وساعدت على نموه بسرعة، حيث أصبحت قوة البادية بحجم لواء، وأصبح الجيش العربي أمام مرحلة جديدة وهي تحوله من قوات للشرطة والدرك إلى جيش نظامي ومؤسسة عسكرية متكاملة، ونتيجة لذلك ومن باب العرفان وافق الحلفاء على مشاركة ثلة منه في مسيرة يوم النصر في لندن في 8 حزيران عام 1946. كان للجيش العربي شرف المشاركة في حرب 1948، إلى جانب الدول العربية التي شاركت في تلك الحرب، وخاض رجاله الأبطال معارك دامية وقدمت الوحدات المشاركة الشهداء الأبرار على ثرى فلسطين، وكان جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين هو القائد الأعلى للجيوش العربية التي دخلت آنذاك إلى فلسطين، لكن انعدام التنسيق فيما بين هذه الجيوش وضعف إرادة القتال عند البعض منها إضافة إلى النقص الحاصل في التدريب والإعداد وكذلك السلاح والمعدات بالمقارنة مع القوات الإسرائيلية والتي كان معظمها قد شارك مع جيوش الحلفاء أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، كذلك فإن الموازين الدولية لم تكن في صالح الأمة العربية وكذلك العرب أنفسهم لم يكونوا في موقف موحد، فمنهم من كان مع قرار التقسيم ومنهم من خالف ذلك فحصل ما حصل رغم التحذيرات المستمرة من جلالة الملك المؤسس عبد الله بن الحسين – طيب الله ثراه . ومنذ عام 1948 – 1956، فهي سنوات تعتبر فاصلة في تاريخ الجيش العربي حيث زاد عدد أفراد الجيش وبدأ الاهتمام بتدريب الجيش تدريباً صحيحاً، وتم التركيز على النوعية. لقد كان تركيز المغفور له جلالة الحسين بن طلال منذ البداية على دور القوات المسلحة، ” كدرع الأمة المتين وأن الجيش العربي ما هو إلا فيلق من فيالق الأمة العربية ” وهذا ما أكد عليه جلالته في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال في 25/5/1953، وركز على أن دوره هو : 1.الدفاع عن الوطن العربي الكبير. 2.الدفاع عن حق الأمة العربية . 3.المحافظة على مكانته بين طلائع الفداء في سبيل تحرير الوطن العزيز. وكان المغفور له يرى أن الجيش لا يحارب على أي جبهة عربية إلا لمواجهة عدو الأمة، وفي عقد الستينيات من القرن الماضي ركز جلالته على أن الجيش العربي هو جيش فلسطين في تكوينه وغاياته، وأنه الجيش العربي الوحيد الذي يوجد به أردنيون وفلسطينيون. ثم اتجه المغفور له جلالة الحسين بن طلال إلى الدور العربي للجيش، فقد كانت هنالك أيام مشرقة لقواتنا المسلحة في جميع الأراضي العربية، فكانت لها وقفات مشرفة في حرب 1967، وفي حرب تشرين 1973 على الواجهة السورية، حيث شاركت إحدى تشكيلات القوات المسلحة بشرف في الدفاع عن الأرض العربية في سوريا التي كان لنا فيها صفحة ناصعة في كتاب الشهادة، وكذلك فقد كانت لنا أيام أيضاً في الكويت في عام 1962 اثر التهديدات التي تلقتها من الجانب العراقي في عهد عبد الكريم قاسم، وتعدى ذلك إلى وجود قوات أردنية رابطت على أرض الكويت. ثم انتقلت نقلة أخرى تعدت إلى المشاركة في تأسيس العديد من الجيوش في الدول العربية الشقيقة، فقد كانت هناك كوادر تدريبية أردنية في الإمارات العربية المتحدة واليمن وعُمان وقطر والبحرين، واستندت هذه الدول في اعتمادها على هذه الكفاءات نتيجة للمكانة الخاصة التي كان يتبوأها المغفور له جلالة الحسين بن طلال، في نفوس الأشقاء من هذه الدول ولما يتمتع به الجندي الأردني من مزايا خاصة وخبرة تدريبية ودراية واسعة في مختلف صنوف القوات المسلحة، وتجلى ذلك أيضا في وجود العديد من بعثات التربية والتعليم والثقافة العسكرية في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي . وقد كانت وقفة المغفور له جلالة الحسين بن طلال مع الإنسانية كافة من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في مناطق مختلفة من العالم، ورفعت هذه القوات اسم الأردن عالياً من خلال تقديم العون الإنساني لضحايا الحروب والنزاعات الدولية. تعريب قيادة الجيش ……………….. بعد فترة خمس سنوات من تقلد المغفور له جلالة الملك الحسين مقاليد الحكم في البلاد أخذ جلالته على عاتقه مهمة الإشراف على تدريب وتطوير الجيش العربي فكان قراره الشجاع بتعريب قيادة الجيش العربي في الأول من آذار عام 1956 من الضباط الانجليز وإحلال الضباط الأردنيين مكانهم على الرغم من تأكيد القائد العام للجيش العربي آنذاك الفريق كلوب أن الجيش العربي لا يستطيع قيادته أي أردني إلا بعد ثلاثين سنة، وهذا ما دفع بجلالته إلى الإسراع في اتخاذ القرار الذي قوبل بالاستحسان والتأييد العربيين ممّا دفع بإحدى الصحف المصرية إلى كتابة مقال تحت عنوان ” سلمت يداك يا حسين” وهي الكلمة التي قالها الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر واستطاع جلالته بذلك تجاوز المرحلة الصعبة من حياة الأردن. معركة الكرامة ………………. بعد الظروف الصعبة التي فرضت على الأمة العربية نتيجة حرب عام 67 وما تعرض له الجيش العربي من نقص في الأسلحة والمعدات فرض على الجيش العربي منازلة أخرى مع الجيش الإسرائيلي في 21/آذار /1968 في منطقة الكرامة التي قام خلالها الجيش الإسرائيلي بالانفتاح على ثلاثة محاور لفرض واقع جديد في المنطقة وإرضاخ الاردن لشروط يراها في صالحه لكونه خارجاً من حرب انتصر فيها على أربعة جيوش عربية مجتمعة، وزهت في نفوس قادته مقولة ” الجيش الذي لا يقهر ” فزج بقطعاته على طول الواجهة الأردنية الإسرائيلية لكن إصرار الجندي الأردني على مقاومة الغزاة والطامعين استطاع رد كيد المعتدين وإخراجهم من الأراضي الأردنية وبتوجيه وإشراف مباشر من المغفور له جلالة الحسين بن طلال الذي كان في مقدمة القوات وعلى امتداد الجبهة وتحقق للأردن وللأمة العربية نصراً عزيزاً لطالما اشتاقت إليه نفوس أبنائها بعد أن ذاقت المرارة في السنوات والعقود الماضية . التسليح والتدريب ………………. ” مهما كان مصدر سلاحنا شرقياً أو غربياً فهو بأيدينا عربياً ” هذا قول الحسين بن طلال طيب الله ثراه، فلقد كان هّم جلالته الدائم هو تسليح الجيش العربي بكل سلاح حديث متوفر من أيّ كان، فقد أولى جلالته رعايته للقوات الجوية ممثلة بسلاح الجو الملكي الذي أدخلت في خدمته عدة أنواع من الطائرات التي كان آخرها دخول طائرات اف 16 الأميركية الحديثة المقاتلة إضافة لوجود المعاهد المتخصصة في إعداد الطيارين والفنيين والكفاءات التي يحتاجها هذا الصنف0 وفي مجال القوات البرية تم إدخال العديد من أسلحة الدروع الحديثة والمتمثلة بأحدث الدبابات، فبعد أن كانت دبابة الباتون الأحدث في الجيش العربي أصبح الآن يمتلك أحدث الدبابات البريطانية وهي دبابة خالد بن الوليد وكذلك دبابة م 60أ3 وتم تعديل وتطوير دبابة طارق بن زياد التي بنيت بعقول وسواعد أردنية، وفي مجال المدفعية تم إدخال المدافع بعيدة المدى وكذلك معدات المدى الليزرية، وتطوير آخر على معدات الاستمكان لمواقع مدفعية العدو. وفي مجال المشاة فقد تم تزويد جندي المشاة والذي هو الأساس بمعدات حديثة من مدافع مضادة للدبابات وأخرى للطائرات وهي أسلحة موجهة ذاتياً تتعدى الأسلحة التقليدية وكذلك إدخال ناقلات المشاة المدرعة الحديثة. القوات المسلحة والتنمية …………………….. تعتبر القوات المسلحة الأردنية الدرع المتين للوطن من كل اعتداء في حالة الحرب وفي حال السلم، فهم الساهرون المرابطون على أمن الوطن من كل اعتداء محتمل، كما تعتبر القوات المسلحة رافداً رئيساً لسوق العمل الأردني بما يحتاج إليه من كافة المهن، فكان لسلاح الصيانة الملكي الدور الأكبر في تأمين المهن المدربة وصاحبة الخبرة الطويلة في مجال المهن مثل السائقين والفنيين والعمال المهرة، وفي مجال الاتصالات هنالك جهود لسلاح اللاسلكي الملكي في تأمين الاتصالات عبر مشروع اتصالاتي ضخم داخل الأردن، ليتم بذلك تجاوز الدور التقليدي للقوات المسلحة إلى المساهمة في المشروع التنموي الوطني. وقد ساهمت القوات المسلحة الأردنية في العديد من المشاريع الحيوية في الأردن مثل شق الطرق وبناء السدود ممثلة بسلاح الهندسة الملكي وإنجاز العديد من المشاريع التنموية كتشييد بناء جامعة آل البيت. وفي المجال التعليمي كان الأردن من السباقين في دول العالم لإشراك القوات المسلحة الأردنية ( الجيش العربي) في عملية التعليم وذلك من خلال إنشاء العديد من المدارس، والتعليم فيها من قبل أفراد القوات المسلحة وبشكل خاص في المناطق النائية، فقد افتتح العديد من المدارس لتعليم أبناء البادية لتوفير سبل التعليم الكريمة لهم، وكذلك تأمين أبناء الشهداء والتكفل بتعليمهم ورعايتهم إكراماً للشهداء الذين لبوا نداء الواجب. وفي المجال الصحّي كانت المستشفيات العسكرية والتي تضم خيرة الأطباء الاخصائيين الذين كانت مهمتهم في البداية رعاية منتسبي القوات المسلحة ثم تعدت ذلك إلى المجتمع الأردني ولعائلات أبناء القوات المسلحة بعد إيجاد قانون التأمين الصحي، وبذلك زادت المستشفيات العسكرية وبلغت أوجها في مدينة الحسين الطبية التي أرادها المغفور له الحسين بن طلال صرحاً طبياً شامخاً في المنطقة العربية والشرق الأوسط والتي تحوي ثلاث مستشفيات طبية وهي مستشفى الحسين ومستشفى الملكة علياء لأمراض القلب ومركز التأهيل الملكي، وربط هذه المراكز الطبيّة المتقدمة بالمراكز العالمية المتخصصة في أميركا والبلدان الأوروبية كمركز مستشفى ( مايوكلينك ) الأميركي . وفي المناطق النائية في المملكة قامت الخدمات الطبية الملكية برفد القطاع الصحي الأردني بخيرة الكفاءات الطبية الأردنية من أطباء الاختصاص والممرضين والصيادلة وفنيي المختبرات وذلك في المستشفيات والمراكز الطبية الشاملة التي تم استحداثها في تلك المناطق. منذ اللحظة الأولى لتسلم جلالته سلطاته الدستورية اولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته فهو رفيق السلاح تخرج جلالته من صفوفها وعرف واقعها الدقيق ومتطلباتها وأولاها كل الرعاية والاهتمام لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً وكان له ما اراد فسعى جلالته جاهداً لتطوير وتحديث القوات المسلحة لتكون القادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على اكمل وجه لتواكب روح العصر والتطور مثلما يسعى إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث أصبحت القوات المسلحة الأردنية مثالاً ونموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح تتميز بقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما أولاها جلالة القائد الأعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه. التسليح والتدريب ………………….. عمدت القوات المسلحة إلى تطوير وتحديث معداتها باستغلال الإمكانات المتوفرة لديها بالتعاون مع مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير وكذلك بإدخال أحدث الأسلحة واعتمدت الطرق الحديثة في مجالات التدريب المختلفة . النقل الإداري ……………… بتوجيه من جلالة القائد الأعلى بتوفير سبل الراحة لمنتسبي القوات المسلحة فقد اسُتحدث نظام النقل الإداري حيث تم وضع خطة نقل مدروسة تغطي جميع مناطق المملكة. الحوسبة في القوات المسلحة ………………………. انطلاقا من سعي القوات المسلحة لمواكبة كل جديد في ميادين العلم فقد أنشئ مركز تدريب الحاسوب وتم إدخال الحاسوب إلى جميع وحدات القوات المسلحة وهي خطوة في الطريق إلى الوصول للجيش الإلكتروني. مجال حفظ السلام ………………. لعبت القوات المسلحة الأردنية دوراً بارزاً في عمليات حفظ السلام الدولية نظراً للسمعة الممتازة التي اصبحت تميز الجندي الاردني من حيث الاقتدار والانضباطية في السلوك واحترام الوقت والمعاملة الانسانية فأصبح الجندي الاردني رسول سلام ومحبة يجوب العالم ليرفع اسم الاردن عالياً حتى غدت قواتنا المسلحة الباسلة تلعب الدور الأكبر في هذا المجال وأصبحت لها مشاركة متميزة في العديد من دول العالم، وقد أنشئ معهد متخصص لهذه الغاية يقوم بالتدريب على عمليات حفظ السلام. مجال الإعلام ……………… نظراً لأهمية الإعلام الذي أصبح فيه العالم اليوم قرية صغيرة فقد أولت القيادة العامة للقوات المسلحة الإعلام الأهمية الخاصة حيث تضطلع مديرية التوجيه المعنوي بالدور الإعلامي بمختلف أشكاله. دور القوات المسلحة في التنمية …………………………… منذ تأسيس الدولة الأردنية ومنذ البدايات الأولى لتأسيس الجيش العربي لعبت المؤسسة العسكرية دوراً رئيساً في تحقيق الأمن والاستقرار كما ساهمت في بناء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الاردني حيث ساعدت في بناء وتطوير وتحديث وحماية الاردن بقصد الوصول الى مفهوم الامن الوطني الشامل ، ومن هنا جاءت فلسفة مشاركة القوات المسلحة في التنمية الوطنية الشاملة تنفيذاً لشعار على قدر أهل العزم الذي أطلقه جلالة القائد الأعلى ، ولعل الاسباب التالية هي التي مكنتها وتمكنها من تحقيق ذلك حيث يتوفر لديها من الأسباب ما لا يتوفر لغيرها من المؤسسات الأخرى: * إن القوات المسلحة من أقدم المؤسسات الوطنية في المملكة . * انها من أضخم المؤسسات الوطنية بما تملكه من قوى بشرية وإمكانات مادية وإدارية وكفاءات مؤهلة . * انتشارها في جميع مناطق المملكة من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب . * الانتماء الوطني المتميز الذي يتمتع به أبناء هذه المؤسسة. * أما العامل الأهم فهو توجيهات جلالة القائد الأعلى الدائمة ورعايته المستمرة لهذه المؤسسة ، وسرعة استجابة قادتها لتنفيذ رغبات جلالته. وقد حرصت القوات المسلحة على مواكبة التطور الذي يشهده العالم في مختلف المجالات العلمية والتقنية، ما مكنها من حمل رسالتها خاصة في مجالات التنمية الوطنية الشاملة المختلفة والتي منها: البحث والتطوير ………………. للقوات المسلحة الأردنية دور بارز في مجال البحث والتطوير يظهر من خلال: * إنشاء مركز الملك عبد الله للتصميم والتطوير KADDB وهو مؤسسة حكومية في مجال التصميم والتطوير والانتقال الى تصنيع النماذج الاولية من المعدات المدنية والعسكرية وقد تأسس المركز بارادة ملكية سامية صدرت في 24 آب 1999 كمؤسسة تعمل ضمن نطاق القوات المسلحة ويمثل انشاء هذا المركز نقطة تحول لهيكلة ومأسسة فعاليات التصنيع والتي كانت تتم سابقاً تحت اشراف القوات المسلحة في مشاغل الحسين الرئيسية ، وللمركز مشاركات مشرفة في المعارض العسكرية كمعرض سوفكس الاردن ومعرض أيدكس الامارات العربية المتحدة ويتم فيهما عرض احدث تكنولوجيا الصناعة العسكرية الاردنية والتي تميزت بها القوات المسلحة على مستوى منطقة الشرق الأوسط. الزراعة والري ………….. تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع الوزارات المختصة بتنفيذ العديد من المشروعات الزراعية والمائية ومنها: *المساهمة في إقامة المشروعات المائية كإنشاء السدود الركامية وصيانتها مثل سد سواقة ، وسد السلطاني والجيلات وغيرها بالإضافة الى إقامة الحفائر المائية حيث أقام سلاح الهندسة الملكي 30 حفيرة سعة كل منها حوالي 60 ألف م3. * تنفيذ مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية حيث تم استصلاح 64 ألف دونم وزراعة ملايين الأشجار المثمرة والحرجية. * المشاركة في عمليات مكافحة الجراد. * شق وإنشاء طرق زراعية بطول 350 كم. * إزالة أكثر من 102 ألف لغم كانت تغطي حوالي 50 ألف دونم أي ما نسبته 65 بالمئة من الاراضي الزراعية في غور الأردن والعقبة وسد الوحدة. القطاع الصحي ………………. تساهم القوات المسلحة في تقديم الرعاية الطبية من خلال مديرية الخدمات الطبية الملكية حيث تعالج ما يعادل ثلث سكان المملكة وكذلك غير الأردنيين من خلال مستشفياتها التي تبلغ سعتها 2000 سرير، وفي الأعوام الأخيرة حصل معظم مستشفيات ومراكز الخدمات الطبية على شهادة اعتماد المراكز الطبية. المجال الاقتصادي والاجتماعي ………………………….. * محاولة الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة من خلال ما يلي : تجنيد أعداد كبيرة من أبناء الوطن كمستخدمين مدنيين وكان منهم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة. الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب الوطني حيث تم تدريب أكثر من 10000 فرداً تدريباً تأسيسياً ومهنياً. تنشيط قطاع الإنشاءات من خلال إحالة مئات المشروعات على المقاولين من مختلف التخصصات. تأمين السكن المناسب لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية. التخلي عن مساحات كبيرة من أراضي معسكراتها لإنشاء الجامعات والمدن الصناعية والمناطق الحرة والمناطق التنموية والمشروعات الاستثمارية. * العمل على تحقيق الأمن الغذائي في الظروف العادية والاستثنائية وذلك بضمان توفير المواد الغذائية من خلال شركة الأمن الغذائي وأسواق المؤسسة الاستهلاكية العسكرية. المجال السياحي ……………….. تساهم القوات المسلحة في تنشيط الحركة السياحية في الأردن من خلال: إدامة الأمن والاستقرار. المساعدة في تجهيز البنى التحتية للمواقع الأثرية. تجهيز الخرائط السياحية. تأهيل بعض المناطق السياحية مثل المغطس والمحاجر في ياجوز وغيرها. مجال البيئة ………….. تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع المؤسسات والأجهزة المعنية بالتأكد من سلامة البيئة وذلك من خلال : التأكد من عدم وجود إشعاعات زائدة عن الحدود الطبيعية. دعم فرق الاستجابة. غرس ملايين الأشجار من قبل منتسبي القوات المسلحة. إدارة الأزمات ومواجهة الكوارث …………………………… تتطلب الإدارة الناجحة لأزمات الأمن الداخلي والكوارث الطبيعية التنسيق التام بين الأجهزة والمؤسسات المعنية في الدولة ، والقوات المسلحة هي أكبر هذه الأجهزة لذا فقد أنشئ في القيادة العامة مركز لإدارة الأزمات لتسهيل المهام المطلوبة وأهمها: الوقوف على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ. استعادة السيطرة والهدوء ومواجهة تحديات الأمن الداخلي. إقامة معسكرات الإيواء وصولاً إلى تقديم الخدمة للعائلة والفرد. الإدارة الجزئية لقطاعات الكهرباء والمياه والمخابز في الظروف الاستثنائية. دائرة المساندة الاجتماعية لشؤون العسكريين والشهداء ……………………………………………….. ولأن الشهداء هم عطر الأرض وأريجها وهم الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن , فقد خصص سيد البلاد جلالة القائد الأعلى دائرة خاصة للشهداء باسم دائرة المساندة الاجتماعية لشؤون العسكريين والشهداء كمكرمة جديدة تضاف الى مكارمه الكثيرة لتكون لهم وللمتقاعدين والمصابين العسكريين والعاملين في القوات المسلحة الباسلة ملاذاً ، تتلمس حاجاتهم وتتابع قضاياهم بما يعود بالنفع والخير عليهم فيكونوا بذلك محط الاهتمام والتقدير. التعليم والثقافة ………………. تساهم مديرية التعليم والثقافة العسكرية ومعهد اللغات في تقديم الخدمة التعليمية والتثقيفية لشريحة عريضة من المجتمع الأردني من خلال: * توفير التعليم المجاني من خلال مدارس التعليم والثقافة العسكرية البالغ عددها 30 مدرسة منتشرة في جميع مناطق المملكة. * المساهمة في برامج محو الأمية وتعليم الحاسوب واللغة الإنجليزية. توفير التعليم الجامعي لأبناء العاملين في القوات المسلحة والأمن العام والأجهزة الأمنية وأبناء المتقاعدين من هذه الأجهزة وأبناء الشهداء من خلال تطبيق نظام المكرمة الملكية السامية التي تغطي نفقات 20 بالمئة من مقاعد الجامعات والمعاهد الأردنية. هذه هي قصة تطور الجيش العربي وهذا غيض من فيض نستذكره بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً . وفي الختام ندعو الله عز وجل أن يأخذ بيد جلالة قائدنا الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي استمر بمسيرة البناء بقوة وحماس حاملاً هموم الوطن والأمة، يجانب الراحة ويجوب العالم في سبيلهما، حفظه الله ورعاه لما فيه الخير والازدهار والتقدم لوطنه وأمته وكل عام وجلالته والأردن وقواتنا المسلحة بألف خير.

Source - المصدر : ذكرى الثورة العربية الكبروى والجيش
Pinterest Twitter Google

>